16 October, 2007

القناعات السلبية


في أحد الجامعات في كولومبيا حضر أحد الطلاب محاضرة مادة الرياضيات وجلس في آخر القاعة ونام بهدوء وفي نهاية المحاضرة إستيقظ على أصوات الطلاب ونظر إلى السبورة فوجد أن الدكتور كتب عليها مسألتين فنقلهما بسرعة وخرج من القاعة وعندما رجع البيت بدء يفكر في حل هذه المسألتين -- كانت المسألتين صعبتين فذهب إلى مكتبة الجامعة وأخذ المراجع اللازمة وبعد أربعة أيام استطاع أن يحل المسألة الأولى وهو ناقم على الدكتور الذي أعطاهم هذا الواجب الصعب -- وفي محاضرة الرياضيات اللاحقة إستغرب أن الدكتور لم يطلب منهم الواجب فذهب إليه وقال له يا دكتور لقد استغرقت في حل المسألة الأولى أربعة أيام وحللتها في أربعة أوراق -- تعجب الدكتور وقال للطالب ولكني لم أعطيكم أي واجب -- والمسألتين التي كتبتهما على السبورة هي أمثلة كتبتها للطلاب للمسائل التي عجز العلم عن حلها -- إن هذه القناعة السلبية جعلت الكثير من العلماء لا يفكرون حتى في محاولة حل هذه المسألة ولو كان هذا الطالب مستيقظا وسمع شرح الدكتور لما فكرفي حل المسألة ولكن رب نومة نافعة -- ومازالت هذه المسألة بورقاتها الأربعة معروضة في تك الجامعة -- حقاً إنها القناعات

قبل خمسين عام كان هناك اعتقاد بين رياضي الجري أن الإنسان لا يستطيع أن يقطع ميل في اقل من أربعة دقائق وأن أي شخص يحاول كسر الرقم سوف ينفجر قلبه -- ولكن أحد الرياضيين سأل هل هناك شخص حاول وانفجر قلبه فجأته الإجابة بالنفي -- فبدأ بالتمرن حتى استطاع أن يكسر الرقم ويقطع مسافة ميل في اقل من أربعة دقائق -- في البداية ظن العالم أنه مجنون أو أن ساعته غير صحيحة لكن بعد أن رأوه صدقوا الأمر واستطاع في نفس العام أكثر من 100 رياضي أن يكسر ذلك الرقم -- بالطبع القناعة السلبية هي التي منعتهم أن يحاولوا من قبل فلما زالت القناعة إستطاعوا أن يبدعوا-- حقاً إنها القناعات -- في حياتنا توجد كثير من القناعات السلبية التي نجلعها شماعة للفشل فكثيراً ما نسمع كلمة : مستحيل و صعب و لا أستطيع -- وهذه ليس إلا قناعات سالبة ليس لها من الحقيقة شيء والإنسان الجاد يستطيع التخلص منها بسهولة -- فلماذا لانكسر تلك القناعات السالبة بإرادة من حديد نشق من خلالها طريقنا إلى القمة -- القلق هو أعدى أعداء القرار السليم -- ومن الأقوال المأثورة أن القلق مثل الكرسي الهزاز سيجعلك تتحرك دائماً لكنه لن يوصلك إلى أي مكان