15 May, 2007

! الحجاب - حرب من الخارج والداخل

حدثنى زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبى هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : صنفان من أهل النار لم أرهما - قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس - ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات - رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة - لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها - وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا
المصدر - صحيح مسلم
الكتاب - اللباس و الزينة
رقم الحديث - 2128


سنة 286 للهجرة إحتجت إمرأة مع زوجها إلى قاضي الري فادّعت على زوجها بصداق قيمته خمسمائة دينار قالت ما سلمه لي - فأنكر الرجل - فجاءت المرأة بالبينة تشهد لها بالصداق - فقال الشهود نريد أن تكشف لنا عن وجهها حتى نعلم أنها هي زوجته أم لا
فلما صمموا على النظر إلى وجهها قال الزوج لا تفعلوا إنها صادقة فيما تدّعيه فأقر بما ادّعت عليه صيانة لوجه زوجته أن ينظر إليه حتى من قبل الشهود في المحكمة للضرورة
فقالت المرأة حين عرفت ذلك منه وأنه أقر فقط ليصون وجهها: هو في حل من صداقي في الدنيا والآخرة
هذه هي الغيرة وهذه هي الحقيقة التي ينبغي علينا معرفتها


ها نحن نرى اليوم بأم أعيننا كيف تتكالب الأمم في مشارق الأرض ومغاربها من شياطين الجن والإنس - يشاركهم أناس يدّعون أنهم مسلمين وأعلنوها صراحة حرب على الإسلام والمسلمين - نجدهم في كل يوم يوجّهون سهامهم المسمومة إلى أمة الإسلام

إن أعداء الدين يزدادون غيظا وحقدا عندما يشاهدون المرأة المسلمة العفيفة الطاهرة في زمن الفتن محافظة على حجابها الذي فرضه الله عليها من فوق سبع سموات ومتمسكة بتعاليم دينها الحنيف

أختي المسلمة - يا من تهاونت وقللت من أهمية إرتداء الحجاب أظن المؤامرة أصبحت واضحة أمامك - فاعلمي أنك تشاركين أعداء الدين في الوصول إلى أهدافهم الكامنة وراء عدم إرتداء الحجاب

وأنت أيها الأب المسلم هل نسيت أنك مسؤول أمام الله عن بناتك والله سألك عنهن - ألم تفكر في يوم لمَنْ تتزين إبنتك عند خروجها من البيت؟

وأنت أيها الزوج بالله عليك هل فكرت لمن تتزين زوجتك عندما تخرج من البيت وهل نسيت أن زينتها لا تنبغي لأحد غيرك من الرجال؟

أختي الكريمة إن تمسكك بتعاليم دينك الحنيف وإرتداءك الحجاب يعتبر جهادا عظيما في هذه الأيام ونحن نشاهد هذه الحرب الشرسة على الحجاب فهلا انتصرت لدينك وجاهدت نفسك الأمارة بالسوء وبذلك تحفظين كرامتك ومجتمعك من التفسخ والرذالة؟

13 May, 2007

يسلم فمك و إيدك يا محمود يا صلاح


إستوقفنى مقال للكاتب الرائع الذى أحب كتاباته - الصحفى محمود صلاح - رئيس تحرير مجلة أخبار الحوادث
تكلم فيه عن قضية لطالما أردت الكتابة عنها و لكنى لم أستطع التعبير عنها
فاسمحو لى أن أنقل لكم هذا المقال الذى صدر بالعدد رقم 787 من مجلة أخبار الحوادث مع تغيير جملة واحدة لم تروق لى
وهذا هو نص المقال الذى كتبه الصحفى بأسلوب بسيط و رائع و الذى لم أستطيع التعبير عنه - و لكنى أشعر به دوما فى كل يوم و فى كل لحظة و فى جميع المجتمعات

القاضى الظالم أنا
جعلنا من أنفسنا قضاه
كل واحد فينا يجلس طوال النهار و بعض الليل فوق منصة قضاء غير عادلة فى معظم الأحيان - كل واحد فينا جعل من نفسه قاضيا - لا يتوقف عن إصدار الأحكام على الآخرين و بقية خلق الله
لكننا أغلب الوقت نكون قضاه ظلمة
تأتى أحكامنا على الناس حسب هوانا و أغراضنا - و ليس كما يجب أن تكون العدالة قائمة على الحقيقة و لا شىء غيرها - فنحكم على اللص بأنه إنسان شاطر ذكى - إذا كانت لنا مصلحة مع هذا اللص - و نسبغ لقب و كلمات الإحترام على من لا يستحقون الإحترام إذا كنا نريد شيئا منهم
ونحن قضاه ظالمون لأسباب أخرى
إننا لا نرى فى الناس غير عيوبهم - و نتغافل عن مناطق الإنسانية الأخرى فيهم - نحن ننام فى حقل ذرة طوال عمرنا لكى نتصيد أخطاء الأخرين و نبالغ فيها و نهول منها - حتى نرضى ضمائرنا - عندما نصدر عليهم الحكم بالإعدام من حياتنا - بعد أن حكمنا على هذا بأنه سافل و على ذلك بأنه خائن و على ذاك بأنه سارق - وهذا و ذلك و ذاك بريئون من أحكامنا الظالمة
ونحن لا نحب أن نلعب فقط دور القاضى - بل نستمتع بدور وكيل النيابة الذى يحقق مع المتهم بقلب بارد و مشاعر متجمدة - و نظل و نحن نرتدى ثوب وكيل النيابة نصرخ مطالبين بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم البرىء - حتى و إن كان وضع رقبته داخل المشنقة
كم من المرات أطلقنا الأوصاف المجحفة على آخرين - و هم من هذه الأوصاف براء - كم مرة إتهمنا فيها إمرآة متدينة بأنها عاهرة - و كم مرة ألصقنا تهمة السرقة على رجل شريف
الكل أصبح يحكم على الكل
كل الناس قضاه - و كل الناس وكلاء نيابة - و كل الناس متهمون
لكن للأسف - لا يوجد محام واحد فى هذه القضية المؤسفة - لا أحد يريد أن يلعب دور المحامى - لا أحد يريد أن يتلمس العذر لغيره - و أن يسامح قبل أن يعاقب - و أن يحب بدلا من أن يكره
والدنيا أصبحت محكمة مليئة بالمجانين الذين هم نحن جميعا
الكل أصبحوا مرضى
ولا يوجد طبيب واحد يداوى الجرح
وحتى المريض
أصبح لا يريد الدواء
و أنا أقول
بدلا من أن نحكم على الأخرين - دعنا نستغل هذا الوقت فى إصلاح أنفسنا من الأمراض


02 May, 2007

رؤيا من رحلتى إلى الأردن




تحركت بنا الطائرة أنا و زملائى من مطار القاهرة صباح يوم الأربعاء 25 – 04 الماضى متجهين لرحلة عمل قصيرة مدتها أربعة أيام و بضع ساعات فى الأردن - هبطنا فى مطار عاليا بعمان بعد مضى ساعة من الطيران - ذهبنا إلى فندق راما بدوار السابع - وضعنا أغراضنا بالغرف - تناولنا طعام الغداء - و ذهب كل منا لممارسة طقوسه و هواياته - و خرجت أنا لممارسة هوايتى المفضلة و هى مشاهدة طبيعة هذه البلد و دراسة طبائع أهل البلد - أخذت فى المشى أنظر فى وجوه الناس - أسمع لكنتهم الغريبة - أشاهد لون بشرتهم - أسمع ضحكاتهم - أحاول أن أستشعر مشاعرهم - و غيره و غيره
أفهم بعض الكلمات و الكثير لا أفهمه - أجد منهم الأبيض الشامى و أجد القمحى المصرى - ضحكاتهم إبتسامات بشوشة
وجدت فيهم هدوء الطباع و سعة الصدر و النظام و الإلتزام - وجدت الأخ الملتحى و الأخت المحجبة و المنتقبة - لم أجد زحام و لا إختناق مرورى و لا عصبية و لا عبوس

وجدت البيوت ذات الطراز المميز مبنية من نوع معين من الحجارة يشبه الرخام فى مظهره - لونه فاتح - و البنايات ليست عالية - أشم هواء نقى يتوغل من بين البيوت البعيدة عن بعضها بشكل مريح و الغير عالية - أسير يأخذنى الطريق إلى أعلى و إلى أسفل - و بهمجيتى كمصرى أعبر الشارع من أماكن غير مخصصة للعبور - فيقف لى الناس حتى أعبر و لا أسمع بعد عبورى أى ألفاظ بذيئة نظرا لعبورى المخالف و لكنها نظرة عتاب بسيطة لهذه المخالفة

رأيت الأطفال التى لا توصف - الجمال الشديد و البراءة المتناهية - بإختصار - لأنى لا أستطيع وصف جمالهم - و فيهم كلهم شىء مميز جدا الأبيض منهم و الأسمر و هو حمرة الخدين - سبحان الله على هذا الجمال - و طبعا أمهاتهم زى القمر

بلد متواضعة و بسيطة و لكنها هادئة و نظيفة و أناسها هادئين - و هذا الهدوء و النظام يضفى على البلد رونقا يجعلك تتمنى أن لا تغادر هذا المكان أبدا

و ظللت أحلم حتى قادنى الحلم يوم الجمعة إلى مدينة العقبة الساحلية و لا زلت أمارس هوايتى - و ذهبنا فى الليل إلى فندق إنتركونتيننتال لممارسة عملنا - و عندما نزلت من السيارة التى أقلتنا وجدت سورا طويلا بمحاذاة المدينة عليه علامات ممنوع التخطى - فسألت ما هذا السور فجاوبنى السائق الأردنى هذه حدود المدينة و البلد - فسألت و ما بعد هذا السور و ما هذه الأنوار القريبة التى وراءه على بعد حوالى 500 متر - فكانت الإجابة التى أذهلتنى و صدمتنى
- إنها مدينة إيلات الإسرائيلية - وقت ليس بقليل و لا بكثير مر على و أنا فى هذه الحالة من الذهول - مر أمامى شريط سينمائى لما مر على فى حياتى من الآيات التى تتحدث عن اليهود فى القرآن و ما سمعته من العالم الجليل طارق السويدان عندما حكى عن تاريخ القدس و فلسطين منذ أن كانت أرض لا يسكنها أحد حتى اليوم - و ما سمعته منه عن قصة اليهود مع سيدنا موسى عليه السلام و كم كانت قلوبهم كالحجارة - و ما سمعته من غيره من العلماء الأجلاء - و ما أراه يوميا على نشرات الأخبار و صفحات الجرائد من عدوان و قتل و ذبح - و ما عرف عنهم من نقض للعهود - و ما سمعته عنهم من قتل للأنبياء و الرسل كسيدنا زكريا و قتل الرومان لسيدنا يحى بتحريض منهم و محاولتهم قتل السيد المسيح و محاولتهم قتل سيدنا محمد عليه الصلاه و السلام سواء بالحجارة أو بالسم أو بالسيف - و فى عصرنا هذا من قتلهم لرموز الجهاد أمثال أحمد ياسين - و و و و و و


كل هذا مر على فى لحظات كشريط الذكريات مع إنى تقريبا لم أر يهودى فى حياتى رؤى العين - و لكنى رأيتهم فى آيات القرآن الكريم و الأحاديث النبوية الشريفة و فى دروس العلم و رأيت ممارستهم فى الصحف و الأخبار المسموعة و المرئية - مر هذا الشريط أمامى و قد إرتفع مقياس الحرارة بداخلى إلى أوج كرهى لهم و تمنيت لو أستطيع أن أفعل شيئا - و سألت نفسى كيف أستطيع أن أكون جارا لهذه المخلوقات المقززة

مشاعر كثيرة أحسست بها و لكنى بالتأكيد لن أستطيع التعبير عنها
و سوف أضيف لكم فى هذا البريد الصورة التى إلتقطها زميلى لأنوار مدينة إيلات التى رأيتها بعينى - و أرجو أن تكتبوا لى إحساسكم تجاه الصورة فقط لا ما رأيته بعينى


ثم عدنا إلى مدينة عمان ثانية لأرى مالم أره فى المرة الأولى قبل سفرى للعقبة - بيوت كثيرة جدا جدا مبنية فوق جبال عالية جدا شكلها شديد الروعة تظهر فجأة عندما تسير بك السيارة إلى أعلى الطريق الملتوى و تختفى فجأة عندما تهبط بك السيارة إلى أسفل الطريق الملتوى و هكذا حتى تجد نفسك عند هذه الجبال و كأنك جزءا منها - أتمنى لو أن زميلى إلتقط صورا لهذا المنظر حتى أضيفه لكم

لقد إستمتعت بهذه الرحلة جدا لولا هذه اللقطة المحزنة لمدينة إيلات المبنية على الأراضى الإسلامية

و أكثر ما بهرنى و هو الموضوع الذى كان فى الأصل من المفترض أن يكون موضوع هذا البريد و لكنى إسترسلت فى الحكى عن هذا الحلم بدون إرادتى - و هو أنى عند ميعاد أى صلاه عندما أدخل المسجد أجده مكتظا بالمصلين على عكس توقعاتى - و على عكس توقعاتى لأنى عندما ذهبت إلى تونس قبل ذلك لم أر جزء من هذا المنظر أصلا - هذا يتوضأ و هذا يصلى و هذا يقرأ القرآن و هذا يدعو الله و هذا يبتسم فى وجه أخيه و هذا يداعب طفله – وهذا و هذا و هذا


هذه إذن اللغة و اللكنة المشتركة بيننا و هى الإسلام


تذكرت كيف أن إخواننا المسلمون الأوائل - إن جاز التعبير - تكبدوا المشقة و العناء فى نشر الدين الإسلامى فى شبه الجزيرة العربية و أنتم تعرفون كيف - ثم انتقلوا لنشر الإسلام إلى بلاد تبعد ألاف الكيلومترات متكبدين مشقة و عناء السفر و حمل السلاح و نقص الطعام و نقص الماء فى الصحراء الجرداء و مرارة البعد عن الأهل و الأولاد - راكبين الجمال و الجياد أو ماشين مرورا بحشرات الصحراء ووحوش الصحراء و حرقة الشمس و البرد القارس إلى مجادلة الكفار و التضحية بالنفس و كل ما هو غالى و نفيس - كل هذا حتى أجد أخى الأردنى بعد أربعة عشر قرنا يصلى بجانبى كما كان يصلى النبى محمد صلى الله عليه و سلم


سبحان الله