لقد شاهدت فى قناة الجزيرة الوثائقية اليوم برنامج حرك فى مشاعر الغيرة و خيبة الأمل معا -- لقد شاهدت برنامجا يسمى " العربية و الإسلام فى السنغال " -- يحكى عن هذه البلد الفقيرة التى تهتم فئة كثيرة جدا منهم بتعليم و تعلم القرآن و اللغة العربية رغم الظروف الضيقة التى يعيشونها -- يهتم أشخاص منفردين كثيرين ببناء معاهد متواضعة نظرا لضيق الحال لإستقبال الطلاب الذين يريدون دراسة القرآن و اللغة العربية و منهم من يتخذ منزله معهدا لإستضافة هؤلاء الطلاب رغم أنه ليس لديه حتى كمية مصاحف تكفى لهؤلاء الطلاب -- فيجيئون بألواح الخشب المصقولة و يكتبون عليها بالحبر ثم يغسلونها ليكتبون عليها مرة ثانية و أحيانا لا يستطيع الشيخ الإهتمام الكامل بهم نظرا لفقره و لأن أهل هؤلاء الطلاب لا يدفعون مالا مقابل تعليم أبنائهم القرآن و اللغة العربية نظرا لفقرهم أيضا -- فينشغل الشيخ أحيانا بالأمور الدنيوية حتى يستطيع توفير إحتياجاتهم -- و يقوم بعض الطلاب الشباب بعمل أى عمل يساعدهم على مساعدة شيخهم حتى لا ينشغل عنهم بالأمور الدنيوية و حتى يستطيعون أن ينهلون من علمه أطول فترة ممكنة
أطفال صغيرة و شباب قد لا يكونون فى البداية يفهمون ما يقرأون نظرا لأن لغتهم الأصلية هى اللغة المحلية أو الفرنسية -- و لكن بالمثابرة يقرأون و يفهمون و يجودون -- بضم الياء و فتح الجيم و شد الواو مع الكسرة
و من المشاهد أيضا وجود أمريكى فى وسطهم حديث الإسلام يعيش فى السنغال منذ خمسة أشهر فقط ليتعلم الدين و اللغة -- يجلس معهم يتعلم كيف يقرأ القرآن و غالبا حتى لحظة التصوير لا يفهم ما يقراؤه -- أجده يقرأ سورة الضحى ذات الإحدى عشرة آية بصعوبة بالغة فى نطق الحروف -- أعتقد أنه ظل وقتا طويلا و عانى معاناه بالغة هو و أقرانه السنغاليين التى اللغة العربية ليست لغتهم حتى يستطيعون قراءة هذه السورة
و نحن كثيرا منا و أنا منهم التى أول ما تعلمنا و نطقنا هى اللغة العربية و نحن نعيش فى حد من التمدين أو الرفاهية بالنسبة إليهم -- لدينا المصاحف و الكمبيوترات و السيارات و المسجلات و الدى فى دى هات و السى دى هات و أبونا السقا مات و شرائط الدروس الدينية و المواقع الدينية على شبكة المعلومات و الأقلام و الشيوخ المخضرمين و قنوات الدش الدينية و التليفونات المحمولة و الأرضية التى نستطيع عن طريقها أن نستفسر من علمائنا الكبار عن أى إستفسار و نحن جالسين فى أماكننا و مكتبات الكتب الدينية المأهولة بما لذ و طاب من سيرة الرسول و قصص الأنبياء و تفاسير القرآن و الأحاديث و غيرها و غيرها و إلخ إلخ إلخ
منا و أنا منهم من لا يسعه جهدا حتى لفتح المصحف و قراءة ما تيسر منه -- التى لن نبذل أى مجهودا أصلا فى قراءتها -- و لو أردنا أن نستفسر عن معناها سنجد ما تشتهى الأنفس من كتب التفاسير فى أى من المكتبات الدينية أو على المواقع الدينية على شبكة المعلومات لو تعذر شراء الكتب نظرا لأى ظروف مادية أو غيره
أعتقد أن ما بذله هؤلاء السنغاليون و هذا الأمريكى فقط فى كيفية نطق حروف سورة الضحى ذات الإحدى عشرة آية ثم قراءتها بتجويد صحيح يكفى لأى منا فى قراءة و تفسير و تجويد سورة يوسف مثلا ذات المائة و إحدى عشرة آية
فخرا يا بلد الأزهر
و يا خيبيتنا